صديقي ت
لا زلتَ يا صديقي تعد أخطائي.
لستُ ملاكاً يا صديقي، أنا إنسان "جداً" مثل كل الناس. أصير ملاكاً أحياناً، وشيطاناً أحياناً. وكثيراً ما أبقى في محيط الإنسانية.
يا صديقي، أنا لا أعد أخطاء الآخرين، لأني مشغول بعد أخطائي، عسى أن أتخلص منها.
من يعد أخطاء الآخرين، هو إنسان يحاول يائساً أن يبرر أخطاءه، وأن يثبت لنفسه أنه ليس الأسوأ.
لذلك يعيش عيشة الذباب، ولا يقع إلا على ....
صديقي ج
لا تعلم كم أفتقدك الآن؟. لكن مشكلة شوقي إليك أنه مرتبط بغيابك فقط. إذ أن دقيقة تعقب لقائي بك تنسيني سنوات فقدك.
ربما لأنك ثرثار، لكنك ثرثار جميل، والعيب ليس عيبك، إنما عيبي أنا. أتذكر؟ حينما كنت تثرثر في حكاية طويلة مملة، نبتت أشجار، وطالت، وعششت عليها طيور، وبيّضت، وكبرت الأفراخ.. وأنت لا زلت تثرثر، فقاطعت قائلاً: ما رأيك بهذه المقولة " حينما تكون منصتاً جيداً فلا تلم أصحابك على ثرثرتهم!".
وقلت لي إنها جملة جميلة، ثم أكلمت حكايتك المملة..
خلقنا الله يا صديقي بأذنين ولسان واحد، لكي نسمع ضعف ما نتكلم.
ولكن من منا لازال محتفظاً بفطرته؟.
صديقي خ
لم أكتب أي قصيدة جديدة من أشهر خلت. ربما جفت القريحة، أو أن قلبي اعتراه الشيب.. لا تهتم كثيراً.. سأكتب قريباً أشياء جميلة، سترضي عشيقتك الجديدة، حين تهديها لها وكأنك أنت من كتبها.
يا صديقي أنت تحسدني على شاعريتي، وأنا أحسدك على اثنتين..
نعمة النسيان، وقلبك البلاستيكي.. الذي تلقيه في سلة المهملات مع كل نهاية قصة حب تعيشها.
علمني أن أكون مثلك.. كي أعيِش مرتاحاً في زمن القلوب البلاستيكية.
صديقي ف
حينما يتكلم الإنسان عن نفسه فلن يكون منصفاً أبداً، إما أن يعطيها أكبر من حقها، أو أنه يظلمها.
لكني مضطر أن أحكي..
أخطأتَ يا صديقي في حقي مراراً وغفرت لك، وأنا أخطأتُ في حقك مرة، ولم تغفر.
يا صديقي الأثير، من الذي لا يخطئ؟.
في هذا الزمان الرخيص، ستتعب كثيراً، لأنك تبحث عن الإنسان الكامل، ولن تجده. لذا فلتبحث عن أقل الناس نقصا.ً أنت مثلي وأنا مثلك، عيوبي كثيرة وأنت تعلمها جيداً، أما أنت فعيبك واحد لا غير.
أنك لا تغفر بسهولة.
حتى "بسهولةٍ" هذه، وضعتـُها كرماً من عندي!
ولأني أعرف صدقك ونبلك وطهرك، ولأني أحب هذه الصفات، ولأني لا أتنازل عن أصدقائي بسهولة، لذلك سأكون مثلك، ولن أغفر لك بسهولة.. إن جعلتني أخسر صديقاً !.
صديقي هـ
لا تكثر من التشكي. وحاول أن تستمتع بالحياة، فالحياة جميلة.. جميلة.. جميلة..
إلا لمن يلتفت إلى الخلف.
الحياة تعطي كل من يمد يده للأمل. استمتع باللحظات اليسيرة، ولا تكترث بمن خلفك، وبما خلفك، فالخلف مكانهم دائماً. ومن لم يصحبك في دربك، فهو بالتأكيد ليس جديراً بدقيقة من عمرك، تصرفها في الشكوى، أو الالتفات.